(على حافة القمر )
الماءُ ماؤكَ
واحمرارُ جبينهِ
لونٌ جديدٌ في انعكاسةِ نهرِهِ
صُغتَ الوجودَ
وثارَ من معناكَ أكبرُ ماردٍ
رَشَقَ الزمانَ بزهرِهِ
و تظلُّ تبتكرُ التمرّدَ ثائراً
كالصبحِ يفتضُّ الظلامَ بفجرِهِ
تجري على خدَّيكَ
أشرعةُ الخشوعِ
كأنّها سيّارةٌ في بحرِهِ
لك ضجةُ الصمتِ الشجيِّ
و نظرةٌ كَسَرَتْ جدارَ الصمتِ
لحظةَ ذكرِهِ
لك خيمةٌ
مذعورةٌ معذورةٌ
تُصغي إلى خطأِ الفراتِ و عُذرِهِ
الحلمُ يأكلُهُ الظلامُ
وأنتَ مشكاةُ الأماني
علِّقتْ في بدرِهِ
في مثلِ هذا الوقتِ
يشهقُك العويلُ ويستفزُكَ سيفُهم
في بترِهِ ،،
يا سيدي
ما زالَ موالُ العراقِ
يكرّرُ الحزنَ القديمَ بثغرِهِ
ما زال يمتدُ الصراخُ
ويكتبُ المأساةَ دونَ تكلّفٍ
في شعرِهِ ..!
ما زال
يعبرُ فوقَ كفِّك للحسينِ نوارسٌ
سكنتْ بفلذةِ صدرِهِ
أرأيتَ عيناً
يشتهيها ألفُ سهمٍ مارقٍ ،
عصرَ الدموعَ بخمرِهِ
أرأيتَ كفاً
صافحتْ عطشَ السما
فتنزلتْ غيماً يمورُ بغمرِهِ
قد كنتَ شفافاً تظلّلُ دمعةً
سالتْ على خدِّ المساءِ
ونحرِهِ
قد كنتَ ( لاءً)
حينَ خضّبكَ العمودُ وقفتَ
مثلَ مغامرٍ عن ثأرِهِ
قد كنتَ لحناً يستهينُ بجوقةٍ
لا تعزفُ الإيثارَ ساعةَ كسرِهِ
و نزعتَ أظفارَ الجيوشِ
و كنتَ نسراً شامخاً
يلوي أظافرَ طيرِهِ
أرّختَ مجدَ السافياتِ
بأنّها هبّتْ على سرجِ الحسينِ
و مهرِهِ
فتناسلتْ من ضوئِهِ
كلُّ القناديلِ التي شهدتْ
ولادةَ جمرِهِ
عيناهُ فوقَ الرمحِ شاردتانِ
مذْ فرَّتْ على الأشواكِ
نِسوةُ خدرِهِ
مَنْ ذا
يترجمُ نظرةَ الرأسِ الكليمِ
و تمتماتِ الوردِ داخلَ سِفرِهِ ..؟
من ذا
يلمُّ الليلَ ساعةَ خوفِهِ
مَنْ ذا يضمُّ اليتمَ ساعةَ ذُعرِهِ !!
ذبحٌ و ترويعٌ
ورحلةُ ثائرٍ ..
و وَداعُ طفلٍ
في وَداعةِ عمرِهِ
وجعٌ شهيٌ
و احتراقُ فراشةٍ ..
و دعاءُ رملٍ طاهرٍ في قبرِهِ
الموتُ مشدوهاً
يهرولُ منكَ مدهوشاً
شرحْتَ لهُ ضآلةَ
قدرِهِ
الموتُ
زاركَ لم يجدْ أحداً
فعادَ مُنكّساً و مكبَّلاً
في أسرِهِ
سيد أحمد العلوي
2014