خلال ثلاثة قرون، اتخذت العلاقات بين الدولة العثمانية وروسيا القيصرية كثير من العداء والدموية والاطماع اللامنتهية، فقد خرج القياصرة في روسيا خلال القرن الثامن عشر والتاسع عشر يعلنون عن ظهور بلادهم كقوة عظمى جديدة على مسرح السياسة الأوربية والدولية، وقد غلفوا أطماعهم تلك بعواطف دينية متعصبة، فتحججوا بحماية الأرثوذكس في العالم، واعادة السيطرة على القسطنطينية التي امتلكها العثمانيين منذ عهد السلطان محمد الفاتح، وكذلك محاولة الروس الوصول لسواحل المتوسط من خلال التحجج بالسيطرة على الأماكن المقدسة المسيحية في فلسطين.
وأدرك الروس أن تحقيق هذه الأطماع المتشابكة لن يتم إلا بالقضاء على الدولة العثمانية، خاصة في منطقتي آسيا الوسطى والبلقان، او السيطرة عليها بشكل كامل كما تفعل انجلترا وفرنسا، والحصول على نصيبها من تقسيم املاك العثمانيين، تمهيدا لوصول روسيا إلى المياه الدافئة، وهو الحلم الذي ظل يراود الروس فترة طويلة من الزمن، وأدرك الروس أن ذلك لن يتحقق إلا بوجود قدر من التوافق بين روسيا والدول الأوربية الكبرى.
وبسبب هذه الأطماع الروسية فضلاً عن حالة الضعف التي لاحت في الدولة العثمانية خلال القرن التاسع عشر، والتي كانت تغري الدول الكبرى بالتدخل في شؤونها. وقعت عشرات الحروب بين العثمانيين والروس، اهمها واشهرها حرب القرم عام 1853م والتي شاركت فيها القوات المصرية التونسية الى جانب الجيش العثماني وباقي جيوش الحلفاء. في حرب القرم، تكاتفت كلا من انجلترا وفرنسا والنمسا وسردينيا لحماية الدولة العثمانية من ان يجتاحها الروس، واستطاعوا ان يمنحوها مزيد من الوقت إلى أن زالت بالفعل عقب الحرب العالمية الأولى، وتعد حلقة هامة من ضمن المسألة الشرقية التي سبق الحديث عنها.
شاهد حلقتنا الجديدة لتعرف مزيد من المعلومات عن الحرب وكيف كانت مشاركة مصر وتونس في تلك الحرب العالمية..؟
#وقال_الراوي
