مع نهاية الحرب العالمية الأولى، كان من اهم قرارات مؤتمر الصلح بقصر فرساي عام 1919م انشاء منظمة دولية تهدف للحفاظ على السلام بين دول العالم، وتعمل على حل النزاعات بين الدول الأعضاء بعيدا عن ساحات المعارك. وصل عدد الدول المنتمية لهذه المنظمة إلى 58 دولة في عام 1935. كذلك اتفقت الدول على الحد من انتشار الأسلحة، وعمل مزيد من المنظمات الفرعية التي تضمن تسوية المُنازعات وإجراء المفاوضات والتحكيم الدولي. كما تبنت عديد من الأنشطة السلمية مثل تحسين أوضاع العمّال، ومعاملة سكّان الدول المُحتلة والمستعمرة بالمساواة مع السكّان والموظفين الحكوميين التابعين للدول الاستعمارية، وكذلك مقاومة الاتجار بالبشر والمخدرات والأسلحة، والعناية بالصحة العالمية وأسرى الحرب، وحماية الأقليّات العرقية في أوروبا.
وقد رفضت الولايات المتحدة الأمريكية الانضمام لتلك المنظمة منذ البداية، وكان هذا سببا في فشلها! إذ تنامى صعود نجم أمريكا ضمن القوى العظمى في العالم، عقب دورها في الحرب كـ(رُمانة ميزان). والسبب انها رفضت اخضاع مخازنها العسكرية للتفتيش، وعملت على تجنيس عديد من العُلماء من جميع انحاء العالم لتتمكن من ابتكار عديد من الأسلحة المدمرة التي استخدمتها بالفعل خلال الحرب العالمية الثانية. كذلك رفضت تغيير بعض اللوائح العُمّالية والقوانين العُنصرية التي كانت لاتزال تُمارس في بعض ولاياتها تجاه الأقليات من الأصول الأفريقية، بدعوى انها في طريقها للزوال طبقا لفترة زمنية متفق عليها.
ومع بداية الحرب العالمية الثانية عام 1939م فشلت عصبة الأمم في تحقيق هدفها الأساسي، والذي كان تجنب أي حرب مستقبلية. وقد كان هناك أسباب عديدة لهذا الإخفاق، وركز العديد على نقاط الضعف في هذه المنظمة. إضافة إلى أن رفض الولايات المتحدة الأمريكية الانضمام إلى العصبة قد حد من قدرتها، الصورة عبارة رسم كاريكاتوري يعود لسنة 1920 ويسخر من عدم انضمام الولايات المتحدة، ويشبه العُصبة نفسها بجسر احتجز العام سام (أمريكا) طوبة المفتاح الخاصة به، واستعاض عنها بقضيب حديدي ضعيف، دليل على انهياره القريب.
#وقال_الراوي