كان لمعاهدة باريس التي عقدتها الدولة العثمانية وحلفائها بعد حرب القرم، وبعد ثلاثة سنوات من المعارك الطاحنة، أهمية كبيرة في التوازن على الساحة الدولية بين الدول الاوروبية، فهي من المعاهدات التي صاغت القوى المختلفة بينهم خلال القرن التاسع عشر الميلادي، وكانت مدخلا مهما لتطوير القانون الدولي حيث كانت بداية الفصل بين العقائد الدينية والعلاقات الخارجية، وانتقلت بأن اشركت الدولة العثمانية في هذا القانون الدولي.
وتكمن أهمية هذه المعاهدة في أنها كشفت بجلاء أن المصالح هي التي تصنع الأحداث ومن ثم تصنع التاريخ، فالتحالفات لاتصاغ وفق العقائد الدينية بقدر ماتصاغ وفق المصالح الخاصة التي تغلف بتلك العقائد، ولذا كانت أطر التحالفات واسعة ومرنة وقابلة للتحرك مع تغير المصلحة.
شاهد حلقتنا عن حرب القرم واشتراك القوات المصرية والتونسية إلى جانب القوات العثمانية، وكيف كان سير المعارك للنهاية..
#وقال_الراوي