امتازت الحياة الاجتماعيَّة في مصر والشَّام على عصر سلاطين المماليك بِكثرة الأعياد الدينيَّة والقوميَّة، والمُبالغة في إحياء تلك الأعياد. ففي الأعياد ذات الصبغة الدينيَّة كان الناس يتبادلون التهنئة ويُقيمون الولائم ويتصدَّقون على الفُقراء، ويُبالغون في إظهار السُرُور. ورُبَّما جاءت هذه الأعياد مصحوبة بِبعض المواكب، مثل الاحتفال بِدوران المحمل (تجواله في شوارع القاهرة) وعندئذٍ يخرج الناس من كُل مكانٍ لِلفرجة، ويُزيِّن أصحاب الحوانيت والأسواق حوانيتهم بِالحرير والحُليّ.
أمَّا في الاحتفالات القوميَّة التي اعتاد المصريون الاحتفال بها منذ القدم، مثل الاحتفال بِوفاء النيل او شم النسيم، أو حتى تولية السُلطان الجديد، فكان السُلطان عادةً يشق القاهرة في موكبٍ حافلٍ وقد فُرشت الشوارع بِشقق الحرير، وأقام الأُمراء القلاع عديد من أقواسُ النصر في طريق السُلطان. وتتضاعف مظاهر الفرح والبهجة إذا كان السُلطان عائدًا مُنتصرًا من ميدان الحرب، إذ يُبالغ الأُمراء والناس في الزينة؛ ويقوم نائب السلطنة بِإحضار سائر مغاني العرب من أعمال مصر كُلِّها.
*الصورة للفنان الروسي قسطنطين ماكوڤسكي للاحتفال بخروج المحمل في شوارع القاهرة، القرن التاسع عشر الميلادي.
#وقال_الراوي